الشيخ أمزيان، في كتاب آل العوفي

 

في كتاب "آل العوفي"

 

الذائعو الصيت من آل العوفي المعاصرين

 

في المجال الديني

 

 

الموضوع التالي هو للكاتب الدكتورتوفيق الغلبزوري، أستاذ بكلية أصول الدين بتطوان ورئيس المجلس العلمي لمدينتي المضيق والفنيدق، من كتابه أعلاه، الذي يحمل عنوان

"علّامة الريف وتطوان"

تمهيد:

كثيرا ما سئلت كما سئل غيري من أقارب الشيخ وتلامذته ومحبيه عما تركه من المؤلفات المطبوعة، لا سيما وهو علم من أعلام الشمال وتطوان، كان له حضور بارز في ذاكرة أهلها وما يزال، إلى جانب ما حباه الله به من فصاحة، ومعرفة بالعربية وعلوم الشريعة، وحلاوة تعبير، وطلاوة أسلوب، وقوة ذاكرة على الفهم والفقه، وعلى امتلاك جلاسه، ورواد دروسه، التي كان يحضرها المئات بل الآلاف.

والجواب أن الشيخ –وهذا لقبه العلمي الذي اشتهر به- لم يقم بطبع كتبه، ولم يتفرغ للتأليف والتصنيف، لزحمة مهامه وأشغاله، من تدريس بالكلية، ووعظ وإرشاد بالمساجد، وإدارة للتعليم الديني بالمنطقة الخليفية ورئاسة للاستئناف المخزني بها، وعَمَلٍ متواصل بحزب "المغرب الحر" مع رفيقه وصديقه الشيخ محمد زريوح، وعمادة لكلية أصول الدين ورئاسة للمجلس العلمي فيما بعد.

لكن مع هذه المهام كلها استطاع أن يكتب مقـالات عدة؛ نشرت بالمجلات والدوريات المتخصصة، ودروسا علمية ألفها للطلبة، وقد قمنا بجمع تراثه العلمي في مؤلف مفردلتيسير الأمر على الباحثين والدارسين المهتمين بتراث المنطقة وأعلامها، والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.

وقبل الحديث عن مقالاته وبعض تصانيفه لا بد أن نترجم له ترجمة قصيرة.

 ترجمتــه:

 

هو العلامة الشيخ الداعية، الأستاذ الكبير، والواعظ الشهير، محمد بن حدو بن موح أمزيان البوخلوفي النكوري، ولد سنة 1916 م في قبيلة بني ورياغل إحدى قبائل الريف الأوسط بإقليم الحسيمة، من أسرة ريفية تسمى لدى الأهالي أولاد موح أمزيان، وكان أبوه القائد حدو موح أمزيان قائدا لقبيلته، ثم أصبح قائدا كبيرا مع المجاهد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وبعد احتلال الإسبان لمدينة الحسيمة والمنطقة واستسلام الخطابي لفرنسا، رأت الحكومة الإسبانية أن من السياسة ترك بعض القواد البارزين المؤثرين في مناصبهم كان من بينهم أبو المترجم له.

وفي أحضان هذه الأسرة الكريمة الشجاعة تربى وترعرع الشيخ رحمه الله، ولما بلغ سن السادسة، ألحقه أبوه بالمكتب القرآني (المسيد) رغبة في حفظ القرآن الكريم الذي حفظه في ظرف ثلاث سنوات.

وفي سنة 1927 أُجْبِرَ بعض أولاد القواد الكبار على الرحلة إلى مليلية المحتلة من أجل تكوين النخبة تكوينا استعماريا، فانتقل الشيخ مع أبيه إلى مدينة مليلية، فالتحق بالمدارس الإسبانية، ومكث فيها نحوا من ست سنوات تمكن من خلالها من دراسة المرحلة الابتدائية وسنتين من المرحلى الثانوية بنجاح، ولهذا يعزى إتقانه للغة الإسبانية واطلاعه على الثقافة الحديثة.

ونظرا لأفكاره الإسلامية والوطنية التي رباه والده عليها اختار الرجوع إلى بلده لدراسة اللغة العربية بدلا من الاستمرار في تعلم اللغة الإسبانية، فأخذ عن شيوخه دروسا في النحو والصرف والفقه نحوا من ثلاث سنوات ونصف.

وفي سنة 1936 م رحل إلى مدينة تطوان -مركز الإشعاع العلمي في الشمال- فالتحق بالمعهد الديني؛ حيث انتظم في الدراسة النظامية التي ابتدأت فيه.

وفي سنة 1938 م أدرج الشيخ في قائمة البعثة التي توجهت إلى القاهرة، على يد الشيخ محمد المكي الناصري رحمه الله، الذي اختار لذلك صفوة من الطلبة الأذكياء النابهين.

وفي القاهرة التحق بكلية أصول الدين، إحدى كليات الجامع الأزهر، حيث درس بها أربع سنوات، حصل على إثرها على الشهادة العالية، ثم تخصص في قسم الدعوة والإرشاد، وبعد دراسة سنتين نال شهادة العالمية في الدعوة والإرشاد، ثم سعى بصفة استثنائية للتخصص في إجازة للتدريس، ونال شهادتها بعد سنتين أخريتين.

وفي سنة 1946 رجع إلى المغرب، وواصل في تطوان دروس الدعوة والإرشاد نحوا من أربع سنوات، بعيدا عن الوظيف العام، وكان لهذه الدروس شهرة كبيرة وأثر بالغ في إيقاظ الوعي الإسلامي والوطني.

وفي سنة 1951م أَسْنَدَتْ إليه وزارة التعليم بالمنطقة الشمالية إدارةَ التعليم الديني، مع إلقاء دروس في التفسير لطلبة المعهد العالي أستاذا من أساتذته.

وفي سنة 1951م انتقل إلى منصب رئاسة الاستيناف المخزني، وقريبا من هذه السنة، أسس مع صديقه الشيخ زريوح حزب "المغرب الحر"، ليفتح صفحة جديدة من حياته، في العمل السياسي، وكتابة المقالات في لسان الحزب يومئذ جريدة "المغرب الحر".

 وبعد الاستقلال بثلاث سنوات، وما شهده المغرب من فتن واضطرابات لمحاولة فرض نظام الحزب الوحيد آنذاك، والاختطاف والتعذيب والتقتيل، لجأ الشيخ إلى مدينة ألمرية الإسبانية مع طائفة من رفاقه حيث قضى عامين ونيِّف.

وبعد عودته من المنفى التحق بمنصبه أستاذا بالمعهد العالي، الذي سيتغير اسمه إلى كلية أصول الدين، وبعد وفاة عميدها العلامة الشيخ التهامي الوزاني -رحمه الله- أصبح الشيخ أمزيان عميدا للكلية.

وفي سنة 1981 م عين رئيسا للمجلس العلمي بتطـوان إلى أن توفـي رحمه الله في 2 يونيو عام 1996م.

هذه لمحة عن مسيرة الشيخ أمزيان.أما عن تراثه العلمي، فإلى القارئ الكريم بعض ما استطعنا جمعه من ذلك.

 تراثـه العلمي:

من أهم ما خلفه الشيخ من تآليف بخط يده:

أما المقالات العلمية فهي كثيرة وقد صنفتها حسب الموضوعات على النحو الآتي:

 أولا مقالات في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم:

 ثانيا: مقالات في الفقه والأصول والاجتهاد:

ثالثا: الفتاوى الشرعية،  بمساعدة الأساتذة من أعضاء المجلس العلمي بتطوان وهم السادة:امحند الورياغلي، وعبد الله التمسماني، وعبد الغفور الناصر، والأمين أسلمان.

 رابعا: مقالات في الدعوة والشريعة

 خامسا: مقالات في الأمراض الاجتماعية

 سادسا: افتتاح مناقشات الدروس الحسنية الرماضانية

سابعا: وطنيات

وقد نشر الشيخ رحمه الله هذه المقالات العلمية في المجلات الآتية:

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى بسط مسيرة هذا العالم وتراثه العلمي في مؤلف مفرد؛ في معرض الاهتمام بعلماء هذه المنطقة الشمالية من المغرب الأقصى، ومن الله التوفيق والسداد، والعون والرشاد، والحمد لله رب العباد.

أعضاء المجلس العلمي الأول بتطوان سنة 1956

 
في مكتبة عالم، برنامج تقدمه أسبوعيا القناة السادسة المغربية، وقد خصصت إحدى الحلقات للمرحوم الشيخ أمزيان