خصائص آل العوفي

هذه بعض الملاحظات، وبعض الخصائص التي تم استنتاجها بعد جرد وفحص المعلومات المتعلقة بآل العوفي الذين عاشوا في القرون الثلاثة الأخيرة؛ فالملاحظات لها علاقة بتاريخ عائلة آل العوفي، بينما ترتبط الخصائص بآلهم أنفسهم، أي بآل العوفي. أردنا أن نجملها هنا لكي يستخلص منها القارئ ما يشاء:

 

الملاحظات

♦ لم يسبق القيام بأي عمل من أجل توثيق تاريخ عائلة آل العوفي، المقيمة بمنطقة الريف، بشمال المغرب، في أية فترة من القرون الثلاثة الأخيرة، رغم أنها قد ضمت خلال الفترة ذاتها كثيرا من رجال العلم والثقافة.

 

ليس هناك، لحد الآن، أي دليل علمي يثبت أصل هذه العائلة، رغم أن بعض المعطيات الموجودة حاليا، ترجح أن يكون أصلها من شبه الجزيرة العربية، حيث إنه من المحتمل أن يكون بعض الحاملين لهذا الاسم العائلي (العوفي)، قد انتقلوا من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب بعد الفتح الإسلامي، إما مباشرة أو عن طريق الأندلس.. فاستقروا بالريف، وانصهروا انصهارا تاما (اجتماعيا وثقافيا) في المجتمع الأمازيغي الريفي.

 

الخصائص

من الناحية العلمية، فهناك علاقة وطيدة بين آل العوفي والعلوم الدينية والشرعية؛ إذ نجد أن كل اهتماماتهم وأنشطتهم وطموحاتهم كانت تنحصر في هذا المجال. وتبرز مهنة القضاء والتعليم كأهم هدف سعت إليه الأجيال الأولى (الجيل الأول والثاني والثالث).

 

ومن الناحية الاجتماعية، فآل العوفي محافظون بطبعهم، ومتمسكون بالتقاليد الاجتماعية، ولكنهم يتميزون، في الوقت ذاته،  بصفات على جانب كبير من الأهمية، منها، احترامهم للمرأة على العموم، وحبهم الشديد للأسرة، ومعاملتهم الطيبة للزوجة التي لا يقبلون أبدا الإشراك معها زوجة أخرى، أو تطليقها؛ ذلك أنه لم يثبت قط، خلال القرون الثلاثة الأخيرة، أن جمع أحدهم، في آن واحد، بين زوجتين اثنتين أو أكثر، ولم يعرف عن أحد أن وقع الطلاق على زوجته... ولكن بعضهم لم يترددوا في الزواج مرة ثانية بعد موت الزوجة الأولى. وفي هذه الحالة، تكون الزوجة الثانية المطلوبة هي أخت، أو إحدى قريبات الزوجة الأولى.

 

وارتباطا بما تقدم، فإن آل العوفي يفضلون، في الغالب، أن تكون الزوجة ربة بيت، أي بدون عمل. فيتركون لها الحرية المطلقة في التصرف وتسيير شؤون البيت اقتصاديا وتربويا. ومن المثير للانتباه، أنه رغم الطابع المحافظ الذي يتميزون به، فإن الزوجة هي التي تقوم بالتسوق للبيت، والتواصل مع الخارج لاقتناء حاجيات الأبناء وكل مستلزمات البيت.

 

ومن الناحية الفيزيائية، يتصف آل العوفي، على العموم، بالقامة المتوسطة، والبنية المعتدلة؛ ويغلب على بشرتهم اللون الأبيض المائل إلى الأشقر، ولهم عينان واسعتان ذواتا لون بني...

 

ومن الناحية السلوكية، فآل العوفي لهم طبع هادئ، متسامحون ويجنحون إلى السلم. قليلو الكلام، يعزفون عن المنافسة وأخذ المبادرة.. جل أوقاتهم الفارغة، يفضلون قضاءها مع الأسرة داخل البيت، فهم بذلك قليلو الحركة والأسفار، مع بعض الاستثناء بالنسبة للشباب.

 

أما من الناحية السياسية، فإن آل العوفي، رغم متابعتهم، عن كثب، لكل مجريات وتطورات السياسة الداخلية والخارجية، عبر وسائل الإعلام، وميلهم إلى مناقشة قضايا الساعة، فإنهم لا يرغبون في المشاركة في أي نشاط سياسي، وليس لهم أي طموح في هذا الميدان. مع وجود بعض الاستثناء طبعا.